|
4/18/2003 |
روايهعنالسجون والحزن وجنود يكرهون البنادق
|
|
|
6:17:04 PM
بيروت - بين النتاج الادبي العراقي الصادر اخيرا روايه //غراب ادم// التي يطل منهـا الفرات من ثلاث زوايا ليروي حكايه طويـلـه عن الموت والحزن والجنود الذيـن يكـرهـون البنادق. يتحدث الكاتب في روايتـه عـن ذلك الحزن العـريـق المـقيـم فـي النـفـس العراقيه عبر التاريخ والـذي يتـجلـي فـي مواويل وبكائيات فريـده الـطابـع فـيقـول //يحتل الحزن اكبر المساحات في ارواحنا. له احلي واجمل الاشعـار والاغـانـي. صـوتـه الاكثر صدقا لبلاد تنتشر فيها القبور.. حتي في اعراسنا نغني عن افتراق الـمحـبيـن//. وعنده كما جائ علي لسان احـد ابـطالـه ان للسجون والحزن في اشكالهما//الحديثه// في عالم السياسه العراقيه //مـعنـي اخـر فـي جنـوب الفـرات فـلا الـسجـون امـاكــن ردع للمنحرفين ولا الحزن يخلو من اللذه. ينتهي تقويم المنحرفين خلال يوم واحـد فـي نظاره المخافر بواسطه حزمه من الخـيـزران تعمل من بعضهم وكلائ امـن // اي جـواسـيـس وكتبه تقارير للاجهزه الامنيه. واضاف ان اصحاب الامر //يحتفظون بالسـجـون لكل من احب وطنه وفداه بنفسه.الحـراس مـن رجال الامن يفوقون اكثر المنتفعين نكرانـا للجميل. ياخذون بلا حساب من موايد الوطن ويغصـبـون الناس علي كرهه//. الروايه التي تقـع فـي 343 صفحه لا تكتفي بجعـل الفـرات وجنـوبـه مسرحا لهايتناوب فيه الموت والحياه عـلـي الادوار بل تكاد تجعل منه البطل الرييسي. وهي ذات وجهين //فراتيين// اخرين اولهمـا انها تحمل اسم مولف هو //فرات يـاسـيـن// والثاني انها صدرت عن //دار الفرات للنشر والتوزيع// في بيروت. بعض ما فيها يذكرنا ..او يـخلـق عـالـمـا يتوازي احيانا مع اجـوائ روايـه //عـالـم صـدام // لـمهـدي حيـدر التـي صـدرت عــن دار//مـنشـورات الـجمـل// فـي كـولـونيـا بالمانيا وفيها ..فضلا عن الاحداث ..شخصيـه تـحمـل وان مـداوره اسـم مـولـفهـا. وفـي //غرابادم// نجد ان احدي شخـصيـات روايـه فرات ياسين بل اهمها تحمل اسم ياسيـن فـي عالم بطله الاخر هو الفرات. والروايه يمكن ان توصـف بـانهـا فـي عـده مجالات نوع يورخ ادبيا اي شعريا ثم رواييا الام العراق واحلامه وخيباته وفواجعه مـنـذ العهد الملكي مرورابالانقلابـات والـثـورات والاقتتال بين بعثيين وشيوعيين وناصريـيـن والتمرد الكردي المتتابع وصولا الـي نـظام حكم صدام والحرب العراقيه المفروضه عـلـي ايران . ويروي فرات ياسين كـل ذلـك دون ان يـحمـل اشخاص روايته ..حكاما ومحكوميـن..اسمـائـ محدده واضحه. فنوري السعيد مثلا هو دايمـا //البـاشـا// وعبـد الكـريـم قـاسـم هــو //الزعيم// او //الزعيم الاوحد// وحيث يرد اسم //الرييس// فهذه اشاره الي صدام. وابطال الروايه في نـوعـيهـم ..الايجـابـي والسلبي الكريه ..هم من الاشخاصالعاديـيـن واذا كانوا مسوولين فهم ليسوا من الصفـوف الاولي. وقد صدرت الروايه في شهر فبـرايـر شباط سنه . 2003 عالم الروايه الاكبر الـذي يـلفـه الفـرات يراوح بين عالم صغير هو قريه في الـجنـوب وبيـن //المـدينـه// او //العـاصـمــه // احيانا. منطلقها هو العالم الفلاحي الصغير والكفاح من اجل لقمه العيـش التـي كـان الاقـطاعـي ينتزع معظمها من منتجيهاالكادحين. وبعد الاطاحه بالحكم المـلكـي اخـذ شـبـان القريه النـازحـون ينـتمـون الـي الاحـزاب التغييريه العلمانيه حلفائ في جبهه وطنيه في البدايه ..الي ان دب الخلافالتـقلـيـدي علي كرسي الحكم فوقعت بينهم المذابح. والروايه اجمالا لا تعتمـد التـركيـز عـلـي شخصيات تنميها وتنضجها وتطورها بقـدر مـا ترسم لوحات متعـدده مـن حيـاه كـل منـهـا لترتسم اللوحه الكبيره بكل ما فـيهـا مـن افكار ومشاعر. الا ان هذه اللوحات لا تتحدث عـن شـخصـيـات جامده ومسطحه انما تقـدم بـاقنـاع بـشـرا احيائ في مراحل مختلفه من حياتهم. ويبدو ان الكـاتـب ركـز علـي //حـركيـه// اللوحه الكبيره اي عالم الـروايـه نـفسـه راسما هذا العالـم مـن خـلال تحـرك مـعـظم اشخاصه المحدود الي حد ما.
|
|
|
|